الظاهراتية:(الفينومينولوجيا).. فلسفة أم ماذا؟

إن الفكر الفلسفي إنما يسعى لتحصيل درجات الصّدق أو اليقين الموضوعي، من خلال البرهان على صحة المقدمات التي توصل إلى النّتائج، غير أن البرهان على الرّغم من أنه آتِ من اعتماد الطّرق الاستنباطية، وهي (القياس، والاستقراء، والتّمثيل)، بقي عاجزاً في كثير من الأحيان على إثبات جملة كبيرة من المطالب، لاسيما تلك التي ليس لها تمظهرات وجودية، وهنا يروق للباحث تقديم جردة يبين فيها ذلك الجانب اللّامرئي، الذي لا يحس ولكنه يدرك، كالمطلق والرّوح والنّفس والعقل، والجن والملائكة والشّياطين، وغير ذلك كالصّادر الأول، والعقل الخالص أو العقل الهيولي. كل هذه

القسم الأول: الظاهراتية كفكرة نظرية..

إن الفكر الفلسفي إنما يسعى لتحصيل درجات الصّدق أو اليقين الموضوعي، من خلال البرهان على صحة المقدمات التي توصل إلى النّتائج، غير أن البرهان على الرّغم من أنه آتِ من اعتماد الطّرق الاستنباطية، وهي (القياس، والاستقراء، والتّمثيل)، بقي عاجزاً في كثير من الأحيان على إثبات جملة كبيرة من المطالب، لاسيما تلك التي ليس لها تمظهرات وجودية، وهنا يروق للباحث تقديم جردة يبين فيها ذلك الجانب اللّامرئي، الذي لا يحس ولكنه يدرك، كالمطلق والرّوح والنّفس والعقل، والجن والملائكة والشّياطين، وغير ذلك كالصّادر الأول، والعقل الخالص أو العقل الهيولي. كل هذه المسميات لم يكن ينالها الاستدلال بشكل مباشر، وإنما كان إثباتها بغيرها لا بنفسها.فضلاً عن استعمال هذه الغيرية في الكثير من اشتغالات المفاهيم الاعتبارية، كالشّجاعة والمروءة والحب، وكذلك في العديد من (المفاهيم الأولى) كالضّاحك والماشي والنّاظر والمتحدث والصّاهل وغير ذلك، و (المفاهيم الثّانية) كالذّاتي والعرضي والفصل والخاصة والكلي والجزئي والماهية وغير ذلك. فهذه المفاهيم كذلك لم يكن الاستدلال ينالها بشكل مباشر، وإنما يكون بغيرها. غير أنها كمفاهيم أو معطيات للفكر كانت تأخذ حيزاً كبيراً في الاشتغال التّأملي الفلسفي. وهذا يعني أن التّوجه كان منصباً حول الجانب العقلي والحسي على حد سواء، أو لنقل إن الفكر كان مرتبطا بافهوماته الذّهنية بالقدر الذي يرتبط بتمثلاتها الواقعية الخارجية.منذ اللّحظة التي خرجت فيها الافكار المثالية والمادية كتوأمين من رحم الفكر الإنساني، فكما أن السّؤال يطرح حول سرانية هذا الوجود الجسدي، تطرح أسئلة أخرى عن مواد هذا الجسد بما هي مجموعة عناصر لها حيزها الفاعل في دوائر الفكر مثلاً، ثم بعد ذلك توالت مدارس فلسفية عديدة، كالبراجماتية والوجودية والوضعية المنطقية. وكلها بشكل عام لا تتفق على وجود قوى غيبية تحكم قبضتها على هذا العالم، و تتفق على وجود تمظهرات حسية للعالم ذاته. لكن الحال مع الظَاهراتية يبدو انه أمر مختلف، فهل ما قدمناه في الجردة تحسب كلها (ظواهر) عندهم، إذ يجتمع المرئي مع اللّامرئي في حقل واحد تقوم بدراسته الفينومينولوجيا، أم إنها تفرق بين كل جهة وتدرس الواحدة بمعزل عن الأخرى ؟. ولكن قبل الإجابة عن السّؤال، أفضل أن نعرف ما الظَاهرة ؟.لكن الحال مع الظَاهراتية يبدو انه أمر مختلف، فهل ما قدمناه في الجردة تحسب كلها (ظواهر) عندهم، إذ يجتمع المرئي مع اللّامرئي في حقل واحد تقوم بدراسته الفينومينولوجيا، أم إنها تفرق بين كل جهة وتدرس الواحدة بمعزل عن الأخرى ؟. ولكن قبل الإجابة عن السّؤال، أفضل أن نعرف ما الظَاهرة ؟.لكن الحال مع الظَاهراتية يبدو انه أمر مختلف، فهل ما قدمناه في الجردة تحسب كلها (ظواهر) عندهم، إذ يجتمع المرئي مع اللّامرئي في حقل واحد تقوم بدراسته الفينومينولوجيا، أم إنها تفرق بين كل جهة وتدرس الواحدة بمعزل عن الأخرى ؟. ولكن قبل الإجابة عن السّؤال، أفضل أن نعرف ما الظَاهرة ؟.لكن الحال مع الظَاهراتية يبدو انه أمر مختلف، فهل ما قدمناه في الجردة تحسب كلها (ظواهر) عندهم، إذ يجتمع المرئي مع اللّامرئي في حقل واحد تقوم بدراسته الفينومينولوجيا، أم إنها تفرق بين كل جهة وتدرس الواحدة بمعزل عن الأخرى ؟. ولكن قبل الإجابة عن السّؤال، أفضل أن نعرف ما الظَاهرة ؟.لكن الحال مع الظَاهراتية يبدو انه أمر مختلف، فهل ما قدمناه في الجردة تحسب كلها (ظواهر) عندهم، إذ يجتمع المرئي مع اللّامرئي في حقل واحد تقوم بدراسته الفينومينولوجيا، أم إنها تفرق بين كل جهة وتدرس الواحدة بمعزل عن الأخرى ؟. ولكن قبل الإجابة عن السّؤال، أفضل أن نعرف ما الظَاهرة ؟.

وعندما نقول (ظاهرة)، بغض النّظر عن معنى مفردة (الظَاهرة) المعجمي، فإننا وبكل يقين نتوجه صوب المرئي، من دون ما قدمناه من جردة أولية لما هو ليس بمرئي. ولاسيما أن الظَاهر يعني في ابسط تعريفاته أنه البين أو الواضح أو المتعين أو المكشوف وغير ذلك. وقد يتصور بعضهم أن هذا يعطي مفهوماً واضحاً لفكرة اشتغال الفينومينولوجيا وتوجهها إلى ما هو حسي بوصفه المتعين أو (المرئي)، فالأمر ليس كذلك. لاسيما أن الظَاهرة هي: (ما يمكن إدراكه أو الشّعور به، وما يعرف عن طريق الملاحظة والتّجربة، أي النّظر إلى ظواهر الأشياء من دون النّظر إلى حقيقتها وفي ذاتها)[1]، وان كنت أرى في استعمال لفظة (إدراكه) ثمة نوع من الاعمام الذي يجعل من مصاديق جردة (اللّامرئي) التي قدمتها داخلة في حدها. فليس كل ما يمكن إدراكه هو ظاهرة. كما علينا التّفريق بين الظَاهرة وبين من تنتج عنهم الظَاهرة ذاتها لأنهم غيرها.

أيعني هذا أن الظَاهرة الخارجية التي تقع في دائرة العياني هي التي تشكل موضوع الفينومينولوجيا؟، أم ماذا؟. يذكر الدّكتور (صلاح قنصوة) أن “الفينومينولوجيا هي علم (الظَواهر). وسائر العلوم كما هو معلوم منذ زمن قديم تعالج الظَواهر (…) غير أن الأمر مختلف في كلمة (ظاهرة) عندما تستخدم في الفينومينولوجيا، بقدر اختلاف ما تحمله من معان”[2]، وهذا القول يفصح عن وجود أكثر من استعمال لمصطلح الفينومينولوجيا أو الظَاهراتية، “والحقيقة أن الفينومينولوجيا ليست مذهباً أو فلسفة بعينها، وإنما هي في المقام الأول اتجاه أو منهج، وكل ما هنالك بعد ذلك هو فلسفات فينومينولوجية، اعني تطبيقات فينومينولوجية، فليس هناك في الواقع فلسفة بعينها يمكن أن نشير إليها قائلين: (هذه هي الفلسفة الفينومينولوجية !). وإذا استخدم احد تعبيرا كهذا، فإننا سوف نسأله على الفور: أي فلسفة تقصد ؟”[3]، وعلى ما في هذا القول من ملاحظات فكرية تخصني، أحياناً مؤيدة وأحياناً رافضة، إلا أن هذا القول فتح الفينومينولوجيا لتكون اعم حتى من علم (القواعد الفكرية العامة)، بل وأكثر، من خلال وصف بعض الواصفين لها في أنها اتجاه فكري أو منهج تحليلي، تحديداً وان فهم الفينومينولوجيا أدائياً مرتبط (بوصف) مجرد للظاهرة الكلي. و يعرف المتطلعون أن (هوسرل) دعا “للعودة إلى الأشياء ذاتها، بمعنى أن يكون الوصف الفلسفي لمعطيات الشّعور بداية لكل تفلسف”[4]. وكأن الأشياء الخارجية التي ينالها الوصف والتي تكون بداية لكل تفلسف هي ما يمثل الظَاهرة عند الفينومينولوجيين، لكن ليست الأشياء بمفردها مجردة عن الوصف، فقد حاول هوسرل أن يبين الفينومينولوجيا معرفا إياها بأنها: “علم الوصف، أو النّظرية الوصفية للمعرفة”[5]. فأي فلسفات متعددة يتساءل عنها (سعيد توفيق) انه نوع من الغلو. وهنا ألا يحق لنا أن نتساءل عن هذه المعرفة الوصفية، وهل هي فعلاً من خصوصيات الفينومينولوجيا، أم هي من خصوصيات معارف وعلوم اسبق؟ كالتّاريخ بمعناه الحكائي السّردي والجغرافيا بمعناها الطّوبغرافي الواصف، والرّحلات الاستكشافية المدونة المعروفة بأدب الرّحلات، وغير ذلك. ألم تخبرنا المعرفة المثيودولوجية (Methodology) بوجود المنهج الوصفي بمعناه الإثنوغرافي: كما في علم الإنسان الوصفي، وهذه كلها مؤشرات سابقة لاشتغال الفينومينولوجيا.

فلماذا إذاً ارتبط هذا العنوان (الفينومينولوجيا) بهوسرل على أساس الوصف، ولماذا هذا الشّيوع الذي ناله هذا اللّون من الطّرح الفكري، ولماذا هذه الهالة الكبيرة التي منحت له؟. طالما أن النّظام الأدائي له كان قديماً ومتداولاً. وفي ما لو غضضنا الطّرف عن هذه الفكرة فأن فكرة أخرى تتعكز عليها الفينومينولوجيا، وهي تتعلق بالأفكار الأولى لظهور الفينومينولوجيا ذاتها، لاسيما تلك التي ترتبط بالماهيات ورفض الوقائع، وهي هنا تحاول نقد العلم، لقد أشار (المسكيني) في إحدى مقالاته إلى هذه الفكرة قائلا: “لا أحد بإمكانه أن يدخل إلى نطاق الفلسفة الخالصّة، ويشهد ظاهرات الوعي المحض، إلاّ بقدر ما يغيّر أو يكون قد غيّر من نفسه: بنقلها من عالم الطّبيعة إلى عالم الوعي. والمرور من الموقف الطّبيعي إلى الموقف الظَاهرياتي. إنّ الفلسفة، حسب هوسرل، لا تكون خالصة إلا إذا (غيّرت أفق فكرنا) على نحو ينقله من نطاق دراسة (الوقائع) (مثل علوم الطّبيعة أو النّفس) إلى البحث في (الماهيات) التي تشكّل معنى الظَاهرات في وعينا المحض (…) وربما بهذا المعنى فقط يمكن أن يُقال عن الفلسفة إنّها عمل استثنائي”[6]. وأكد هذا المطلب الباحث سعيد توفيق كذلك بقوله: “تريد الفينومينولوجيا أن تبدأ مما يتركه العلم بلا توضيح، أي مما ينظر إليه العلم على انه وقائع جاهزة، وبديهيات واضحة بذاتها، تتأسس فوقها حقائق ومعارف. إنها تريد أن تبدأ من الخبرة المباشرة بالعالم والأشياء، أي من معنى أو ماهية الأشياء كما تبدو في خبرتي، وليس باعتبارها وقائع مستقلة عني. هذه المنطقة يتجاهلها العلم؛ وبالتّالي فأنه يتجاهل الإنسان، وفقد دلالتّه الإنسانية”[7]. وهنا أصبح لدينا قدر كاف بأن الظَاهراتية تتصدى في عملية الوصف أو الظَاهرة الموصوفة كل من الشّيء الخارجي وماهيته الذّهنية، فهما عندهم أمر واحد.

وهنا اطرح تساؤلاً آخر، في مقابل هذه الفكرة، ترى ما الذي كان ومازال يفعله علم المنطق؟، وأين غابت الدّراسات والبحوث الماهوية؟، ألم يكن البحث في (الماهية) واحداً من مهام الفلسفة ومنذ القدم، أم للماهية في الطّرح الفينومينولوجي تفسير آخر، وهنا سنقف عاجزين أمام فهم الاصطلاح، ولاسيما أنه يجب أن يكون منضبطا في التّداول العلمي، وإلا فالموضوع سيركب مركب الأهواء والأمزجة في التّفسير. لا شك في أن الجميع يعرف بأن (الماهيات) إنما هي الأشياء الموجودة في الخارج، غير أنها منظور إليها من جهة علمية منطقية صرفة، فهي الواقعة في جواب ما هو، والجواب إما أن يكون بالحد التّام أو النّاقص، وإما أن يكون بالرّسم التّام أو النّاقص، وهي أي الماهيات، من تمثلات السّلسلة التّراتبية التي يعتليها الجوهر أو جنس الأجناس. وهذه الأفكار إنما هي أفكار جاءت من التّفاعل مع الأشياء والتّفكر بها، ومن الخبرة المباشرة بالعالم بل وبتمظهرات الوجود. فما الجديد في هذه الفكرة إذاً مما تميزت به الفينومينولوجيا من غيرها، وفضلا عن ذلك هل توجد هناك فعلاً خبرة إلا وقد جاءت من خلال التّفاعل المباشر بالعالم وبالأشياء. وهل ثمة طرح فلسفي في عموم الفلسفة جاء مستقلاً عن خبرة المُفكر الطّارح أيّاً كان، إن في النّص المقتبس الأخير ثمة مغالطة فكرية تعظم الهالة التي نالتها الظَاهراتية بشكل كبير.

Loading

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://totoagungone.com/ https://motivasiagung.com/ https://totoagung2dua.com/ https://antartidargentina.com/ https://taichinhhieuqua.com/ https://whalebonestudios.com/ https://167.71.213.43/ https://167.71.204.61/ https://amin-toto.com/ https://cadizguru.com/ https://157.245.54.109/ https://128.199.163.73/ https://restoslot4dresmi.com/ https://hokkaido-project.com/ https://slotgacor4djp.com/ https://akb48nensensou.net/ https://bigprofitbuzz.com/