من أنا .. تصورات للفكرة الذاتية

أنا شيء، أو ظاهرة وجودية، كباقي الأشياء من حولي، لي أسم لفظي مقترن بي وهو(أحمد) ولي كينونة خاصة بي تحقق لذاتي فعل خصوصيتها وهي بالضرورة أسم ثاني لي، فالاسم اللفظي الأول(أحمد) لا يرتبط بأي ارتباط مع كينونتي الذاتية، أو أنه لا ينطبق على ذاتي كجزء تكويني منها، فلو قدر لي أن أكون في فرنسا لكان أسمي(فولتير) مثلا، وهكذا لو قدر لـ(فولتير) أن يكون في الهند لكان أسمه(طاغور) مثلا.
من أنا - تصورات للفكرة الذاتية مقال للدكتور أحمد جمعة البهادلي

من أنا .. تصورات للفكرة الذاتية

اسمي اللفظي: تركيبة حروفية.
اسمي التكويني: صورتي البصرية(شكلي).
أسمي الذاتي: موجود نامي متحرك بالإرادة(المفهوم الكلي).

أنا شيء، أو ظاهرة وجودية، كباقي الأشياء من حولي، لي أسم لفظي مقترن بي وهو(أحمد) ولي كينونة خاصة بي تحقق لذاتي فعل خصوصيتها وهي بالضرورة أسم ثاني لي، فالاسم اللفظي الأول(أحمد) لا يرتبط بأي ارتباط مع كينونتي الذاتية، أو أنه لا ينطبق على ذاتي كجزء تكويني منها، فلو قدر لي أن أكون في فرنسا لكان أسمي(فولتير) مثلا، وهكذا لو قدر لـ(فولتير) أن يكون في الهند لكان أسمه(طاغور) مثلا.

الاسم بمثابة الترميز العالي لحضور الأشياء بذاتها في أنظمة الخطاب، إلا أن الاسم شيء والذات شيء آخر، ومع ذلك ثمة وحدة مفاهيمية معقولة تربط بين الاسم والمسمى لتجعلهم في مرتبة واحدة، حتى يختصر الاسم كامل ما للذات من سمات تميزه عن غيرها من الذوات، لارتباط بين الاسم والسمات البصرية لصورتي الوجودية.

والصورة الوجودية التي أمتاز بها، تختلف عن صوركم الوجودية وهي تختلف عن صور باقي الأشياء، بل ولا تشبه صورتي صورة أي موجود آخر، فهي محدد تكويني لذاتي، بل وهي جزء من منظومة الأسماء التكوينية.

صورنا، ملامح أشكالنا، أسماء غير لفظية نمتاز بها عن غيرنا ونتحدد من خلالها عن مليارات من البشر والموجودات، ومع ذلك ولأسباب تتعلق بالخطاب وبالتداول أوجدنا التسمية اللفظية ليكون أسم الفرد منا دال على ذاته، بل ويختزل هذا النظام(الاسمي) كل ما يتعلق بنا بالضرورة، فالأسماء التكوينية أو صورنا الوجودية محدد بصري له منطقه الخاص به، والاسم اللفظي الخاص بكل منا كذلك هو محدد نوعي لارتباط التسمية بالفرد.

لا شك بأن موجودات كثيرة بلا تسمية لفظية حتى الآن، فهناك في العالم الرحب كائنات لم تطأها عيوننا بعد، وهي بلا تسمية، لأن التسمية شأن إنساني، اقترنت في حضورها مع حضور الإنسان والتفكير(بالأسماء والتسمية) والمسميات تعني بالضورة تفكير باللغة وبالخطاب فاللغة لا تقوم إلا بالأسماء.

إشارة المرء لنفسه(أنا) واضعا يده على صدره، لا يراد منها الاسم اللفظي، ولا الاسم التكويني أو الصورة البصرية، فهذان مظهران حسيان لحقيقة الذات، وأنا حين أقول أنا فإن أسمي اللفظي وصورتي ليسا هما ذاتي، فالذات شيء وأسمي شيء آخر وصورتي شيء ثالث، وكل واحد من من هذه الأشياء الثلاثة ليس هو(أنا)، بل ولكل من الصورة التكوينية وأسمي اللفظي وذاتي ماهية غير ماهيتي(أنا)، فماهية الصورة التكوينية مرتبطة بالجسد الفزيقي الذي أقيم فيه إقامة جبرية منذ ولدت وحتى الآن، وهكذا الاسم اللفظي مرتبط بنظام التسمية واقتران الشيء باسمه، أما(ذاتيتي) الإنسانية فهي كلي ينطبق على كثيرين، ويشترك معي فيها مليارات من البشر، لكن(أنا) شيء وأسمي اللفظي شيء آخر، وصورتي البصرية شيء ثالث، والمفهوم الكلي الإنساني شيء رابع.

من أنا؟ .. هذا السؤال المعرفي الأقرب لكل منا، الذي يمثل الأبستمولوجيا الناظرة إلى الداخل والفاحصة في العمق، هي غير الأبستمولوجيا الفاحصة لما حولي من أشياء، فـ(أنا) من المسائل المعرفية الجوانية التي تشخص أحيانا بالمحددات البرانية كالاسم اللفظي والصورة الشكلية والكشف الماهوي الكلي للإنسانية.

لابد من التفريق بيني كذات وبين ما يلحق بي، فأنا بالضرورة حين أقول(أنا) لا أعني إسمي ولا شكلي أو صورتي ولا مفهوم الإنسانية الكلي، ولكني أعنيني مجردا عن كل ما يلحق بي..

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://totoagungone.com/ https://motivasiagung.com/ https://totoagung2dua.com/ https://antartidargentina.com/ https://taichinhhieuqua.com/ https://whalebonestudios.com/ https://167.71.213.43/ https://167.71.204.61/ https://amin-toto.com/ https://cadizguru.com/ https://157.245.54.109/ https://128.199.163.73/ https://restoslot4dresmi.com/ https://hokkaido-project.com/ https://slotgacor4djp.com/ https://akb48nensensou.net/ https://bigprofitbuzz.com/