التعبير والصورة الجمالية

ليست هناك حاجة أهم من حاجة(التعبير أو الإفصاح او البوح)، ولان الانسان اجتماعي بالطبع فإن حاجته للتعبير تزداد أكثر بحسب العلاقات الاجتماعية للفرد وللجماعة، فقد تكفي أحيانا إشارة بسيطة للتعبير عن حضور(الجوع والالم) في الذات الإنسانية، وقد لا تكفي مجموعة مجلدات للحديث عن كيفية ادراك(مفهوم الجوع او مفهوم الألم) كأبستيم يتحد فيه العالِم والمعلوم.
التعبير والصورة الجمالية مقال للدكتور أحمد جمعة البهادلي

التعبير والصورة الجمالية

ليست هناك حاجة أهم من حاجة(التعبير أو الإفصاح او البوح)، ولان الانسان اجتماعي بالطبع فإن حاجته للتعبير تزداد أكثر بحسب العلاقات الاجتماعية للفرد وللجماعة، فقد تكفي أحيانا إشارة بسيطة للتعبير عن حضور(الجوع والالم) في الذات الإنسانية، وقد لا تكفي مجموعة مجلدات للحديث عن كيفية ادراك(مفهوم الجوع او مفهوم الألم) كأبستيم يتحد فيه العالِم والمعلوم.

أحيانا يبوح الانسان عن أشياء ظاهرة، تتعلق بالحواس او المعطى الفيزيقي بشكل عام، واحيانا يفصح او يعبر عن مفاهيم معقولة تتعلق بالتصورات الذهنية او بالمعطى الماورائي، ويبدو أن اللغة بما هي وسيط بين الأشياء والتصورات وبين المعاني، ليست لها القابلية للتعبير عن كل قضايا الإنسان، رغم أنها وسيط أمثل في نظام التخاطب.

نشأ الخطاب كمفهوم بعد جهود نصوصية كبيرة وعظيمة، بعضها يرتبط بالكتابة والتأليف وبعضها يرتبط بالتفسير والشروحات والتأويلات لهذه النصوصية الكبيرة، حتى نشأت بنية من السرديات الكبرى، بل واصبحت لكل أمة من الامم بنيتها السردية الخاصة بها والحقيقية لم تعد هذه الجهود النصية كافية لتفسير ظاهرة التعبير أو الإفصاح أو البوح، الامر الذي دفع المفكرين للنظر في السرديات على أنها(خطابا)، فالخطاب أعم من أن يكون نصوصيا او كلاميا، فهو يشمل كل شيء، وحين نريد الحديث عن الخطاب فإننا سنقع في حيرة كبيرة لأننا سنواجه قضية تشمل الجهود الانسانية منذلك التعبير الأول في صياغة المعلومة والبوح بها حتى يومنا هذا، فالخطاب يعقد نظاما من المشابهة ما بينه وما بيننا، إنه ذواتنا في مسار تاريخي طويل وممتد إلى(الماقبل) دون دون تشخيص للبداية، وممتد نحو(المابعد) دون تحديد للنهاية.

ويبدو أننا بأمس الحاجة في هذه الأيام للتعبير عن رغباتنا المتنوعة واختلافات وجهات نظرنا ازاء الاشياء والظواهر والتصورات وفهم كل منها، وفي كل مرة نحاول فيها ممارسة التعبير او الإفصاح او البوح، فإن جملة متوالية من فهمنا السابق يتم إزاحته وتتجدد فينا افهومات متوالية كذلك.
فالتعبير او الإفصاح او البوح في الحقيقة ليس سوى مجموعة معطيات معرفية، تستلزم التباين والتعدد والاختلاف وقد تستلزم الاتفاق كذلك، الامر الذي يفسر وصول الإنسان للدخول في انساق من الجماعات الفكرية أو العقائدية او الاجتماعية او غير ذلك كالسياسة والاقتصاد.

والغريب في الامر بأن التعبير او الافصاح او البوح ما كان له أن يكون لولا نظام(الصورة) وفعلها التكويني في الاشياء، فالصورة(أسٌ) لكل تعبير او افصاح او بوح، أو لنقل بانها(اسٌ)لكل معرفة. فهي المحدد لحضور الإشارات و الأصوات والألفاظ والجمل، وبالضرورة فإن فهم الصورة والإحاطة بها هو ما ولد كل هذه الجهود المعرفية، فهي مفتاح كبير وهبه الله تعالى في الوجود، لاستحالة حضور الأشياء وهي مفارقة للصورة، وهو سبحانه المصور.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

https://totoagungone.com/ https://motivasiagung.com/ https://totoagung2dua.com/ https://antartidargentina.com/ https://taichinhhieuqua.com/ https://whalebonestudios.com/ https://167.71.213.43/ https://167.71.204.61/ https://amin-toto.com/ https://cadizguru.com/ https://157.245.54.109/ https://128.199.163.73/ https://restoslot4dresmi.com/ https://hokkaido-project.com/ https://slotgacor4djp.com/ https://akb48nensensou.net/ https://bigprofitbuzz.com/