المجلس الإسلامي كقطب عالمي جديد

من أجل السلطة الزائفة مزقت صلاة علي بن أبي طالب حتى ضن الناس أنه لم يكن من المصلين أساساً.. بينما هو سيد الأوصياء ومن خير عباد الله تعالى، وهكذا مزقت صلاة الحسن وأخيه الحسين بن علي بن ابي طالب وقال الناس عنهما بأنهما خارجان عن الملة. فبسبب معدومي البصيرة خسر أبناء الأمة الإسلامية عدداً كبيراً جداً من أوليائه، ما بين مقتول ومسموم، وتسلم الطغاة ولاية الأمر، وقيادة الأمة، حتى شوهت صورة الإسلام كثيرا.

ذاتها الحكاية تتكرر عبر متوالية الزمن، لكن ومع أننا نعيش أقسى حالات اغترابنا كأمة معاصرة لا يزال هناك أمل بوحدتنا مرة أخرى، وتكوين جبهة إسلامية جديدة في المنطقة تمد من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ضمن هوية دينية وسياسية وعسكرية واقتصادية، واجتماعية وثقافية واحدة.

لا بد من مجلس نوعي يصيغ مفردات مثل هذه القمة المترامية طولا وعرضا، ووضع برامجاً مشتركة وبشكل دوري لتأكيد هوية تجمع أبناء الإسلام مرة أخرى.

وفق منطق التحولات الكبيرة التي نعيشها هذه الأيام، ليست هناك من حاجة لتحقيق مفهوم الوحدة أشد من حاجتنا إلى الوحدة ذاتها، فالعالم الإسلامي لن يتقدم بهذه الصورة الممزقة التي رسمها الغرب عبر دول وحكومات متفرقة، وإنما تقدمه مشروط بتنظيم صفوفه كقوة محصنة تمتلك هويتها وبشراكة ملحوظة وواعية..

عوامل القوة ومواطن السيطرة التي تحاول فرضها مجموعة بريكس الاقتصادية لن تدوم طويلا وإن كانت تمثل الان ضرورة لكسر هيمنة الأمريكان الاقتصادية وتكوين قطبية جديدة ناهضة، إلا أن المجتمع الإسلامي بما له من إمكانيات كبيرة وثروات هائلة وجغرافيا مترامية الأطراف بإمكانها أن تشكل قطبية جديدة موازية ولها قرار عالمي منظور.

لا بد من نواة لتشكيل هذا المجلس الإسلامي القووي، وأجد أن الفرصة سانحة الآن، إذ يمكن تثوير هذه الفكرة التاريخية مرة أخرى والعمل على تكوينها بصورة تؤكد حضورها في مسار التاريخ المعاصر.. وهنا سيتخلص العالم الإسلامي من كثير من تبعات الغرب ومغبة المشروع الأممي الذي أفقدنا الكثير من تطلعاتنا وأحلامنا كمسلمين..

الدول الإسلامية: أفغانستان، ألبانيا، أذربيجان، البحرين، بنغلاديش، الإمارات، بروناي دار السلام، بوركينا فاسو، الجزائر، جيبوتي، تشاد، إندونيسيا، المغرب، ساحل العاج، فلسطين، الجابون، غامبيا، غينيا، غينيا بيساو، غيانا، العراق، إيران، الكاميرون، قطر، كازاخستان، قيرغيزستان، جزر القمر، الكويت، ليبيا، لبنان، جزر المالديف، ماليزيا، مالي، مصر، موريتانيا، موزمبيق، النيجر، نيجيريا، أوزبكستان، باكستان، السنغال، سيراليون، الصومال، السودان، سورينام، سوريا، السعودية، طاجيكستان، توغو، تونس، تركيا، تركمانستان، أوغندا، عمان، الأردن، اليمن.

نحلم بمجلس إسلامي يجمع أكثر من خمسين دولة ناهضة، ونحلم بسلطة اقتصادية إسلامية، وبنك إسلامي دولي، وبعملة إسلامية موحدة، وهكذا نحلم بعدد من القوى الثقافية والتعليمية والعسكرية والاجتماعية، حتى نكون هويتنا العالمية التي أريد لها أن تغيب عن المشهد بمشاريع غربية مفتعله.

إن الإسلام هوية كبرى لا تدانيها أي من الهويات الأخرى، وهي وحدها التي تجمعنا.

د. أحمد جمعة البهادلي
سياسي عراقي